بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
تاريخ الفن الحديث و المعاصر يتكون من 9 حركات :
1-الحركه الإنطباعية:
اتبعت الحركة الإنطباعية طريقة جديدة في التصوير مبنية على نمط جديد في الرؤية ، كان قد مهد له التطور السريع في المجالات العلمية و التكنولوجيا الحديثة وما رافقته من تغيرات في معايير الذوق الجمالي الذي يسعى إلى التجديد . وقد حاول الرسامو الإنطباعية تقليد الضوء عندما ينعكس على أسطح الأشياء وبالتالي فضلوا الخروج للطبيعة و العمل هناك مباشرة وليس داخل جدران المرسم ، وكانوا يقوون برسم نفس المنظر مرات عديدة في ظروف جوية مختلفة لاإظهار كيفية تغير الألوان والصفات السطحية في لأوقات المختلفة . وللمرة الأولى يصبح ع الإنطباعية الوسيلة الأساسية للتعبير عن الحركة وتتحول اللوحة إلى تسجيل للانطباعي البصري كما تحسه العين ماديا و آنيا . العين الإنطباعية التي لا ترى ف العالم المنظور سوى ملامحه المتبدلة فقا لتبدل طروف المناخ و الفصل واليوم و الساعة . فاللوحة الإنطباعية هي تسجيل مادي لكل ما هو انعكاس و لما هو اكثر تبدلا في الطبيعة كالبحر و أفقه المتحركة و الأنعكاسات الضوئية على سطحه و السماء و غيوم و الشمس و تألق أشعتها المنعكسة على الثلوج .... الخ .
وتجسم لوحة الأنطباعية (( انطباع شروق الشمس التي قدمها كلود مونيه عام 1873 ، والتي أثارت استغراب الجمهور و سخريته آنذاك ، منطلقا لوضع اسم (( الأنطباعية )) لهذه الحركة الفنية الجديدة . و يتعتبر اوجست رينوار و بول سيزان من اهم رواد هذه الحركة إلى جانب الفنان كلود مونيه .
2- حركة الوحشية :
الوحشية ليست مدرسة ذات مذهب فني محدد فهي أقرب إلى ان تكون لقاء بين فنفنين جمعت بينهم ميول ومواقف متشابهة من دون أن تشكل فعلا جماعة منظمة كالجسر في ألمانيا . و قد تعود الوحشية بجذورها إلى نهاية القرن التاسع عشر ، إلا أنها لم تعرف بهذه الصفة إلا في سنة 1905 بعد أن أطلق عليها الناقد الفرنسي لويس فوكسل صفة الوحسية ساخرا. ولم تعمر هذه الحركة طويلا حيث تحول أغلب ممثليها نحو فن مغاير تماما ، واضمحلت سنة 1907 .
قام ماتيس بدور المؤسس لهذه الحركة الفنية التي أطلق عليها اسم الوحشية وقد أثارت هذه الحركة الدهشة النقاد و الجمهور و استغرابهم لابتعاد عن الأكاديمية و الأنطباعية و الفن الجديد و إعلانها ضد المنهجية المتزمته و الصارمة لدى الأنطباعيين المحدثين ( سوراه ، سينياك ) . ويقول ماتيس ناقدا الأسلوب التقسيمي الأنطباعي المحدثة : " أن تمزق اللون يؤدي إلى تمزق الشكل و النتيجة سطح مجزا " .
لذلك لجأ الوحشيون إلى الألوان الصافية الصارخة على غرار ما تراه في أعمال فلاديميك ودوران و ماتيس . غير أن اعتمادهم اللون كوسيلة للتعبير العفوي و المباشر جعل الفنانين يهملون الرسم و التأليف و يلجئون إلى الرسم المبسط السريع . ولذلك اعتبر المذهب الوحشي عودة إلى الفطرة بتلقائية التعبير و بدائية الأسلوب و حرارة الألوان المعبره عن الحماس و وحشية الأنفعال، و تحريف الخطوط و تحطيمها . كما اهتم الوحشيون بالضوء المتجانسو البناء المسطح ، فكانت سطوح ألوانهم تتألف دون استخدام الظل و النور ، أي دون استخدام القيم اللونية . ثم اعتمدت هذه لدراسة أسلوب التبسيط في الأشكال فكانت أشبه بالفن البدائي . أهم رواد الحركة : ( دوران ،د
فلايميك ).
3- الحركة التعبيرية :
التعبيرية هي طريقة خاصة في التعبير في مختلف مراحل التطور الفني بدءا بكهوف العصر الحجري وحتى التعبير التجريدي في الخمسينات من القن العشرين . و لكن هذه العبارة اكتسبت دلالة محددة مع الحركة الفنية المعاصرة المعبرة عن رؤية تعكس مفهوما جديدا و إدراكا خاصا للعالم وهي حركة لم تتبلور أطرها العامة وتتحدد إلا في القرن العشرين .
فالتعبيرية هي تلك الحديثة الناجمة عن هذا السلوك و هذا الموقف المتشدد من الواقع بهدذ تغييره . ولم تقتصر الحركة التعبيرية على جماعة ما أو مرحلة تاريخية ما . ولئن كانت التعبيرية تتطابق مع الفن والثقافة الجرمانية ، إلا أنها ليست ظاهرة جرمانية فقط بل وكذلك أوربية عالمية تحددت أطرها في القرن العشرين .
وفي الواقع قد نجد ملامح التعبيرية في أعمال بعض الفناني الوحشية الفرنسية والمستقبلية الإيطالية والتكعيبية من ثم تجسمت التعبيرية في المدارس عدة سواء في أوروبا أو في أمريكا اللاتينية .
وفي ألمانيا أيضا ، لم تكن هناك حركة تعبيرية في واحد بل أشكالا تعبيرية مختلفة ، غير أن مختلف هذه الاتجاهات تتلخص في حركتين أساسيتين هما : الجسر أو القنطرة في درسن و جماعة الفارس الأزرق في مونيخ . اهم روادها الفنان الهولندي فان جوخ وروادها تولوز لوتريك و روول وأنسور ومولخ ...
4- الحركة التكعيبية :
كان تطور الفنون التشكيلية في اوروبا ما يزال مرتبطا بشكل أو بآخر بالانطلاقة التي بدأت مع الإنطباعية وفناني نهاية القرن 19 الذين انتموا إلى تحطيم الشكل ، باعتماد المبالغة في تحوير و تحريف الشكل و استعمال الألوان الصافية الشديدة التباين . فكان رد الفعل عنيفا ضد هذه المحاولات و المنهج الوضعي الذي يعني بالظواهر والوقائع المرئية ، ويعمل على تفسير الحقيقة بعبارات حسية بعيدا عن كل تفكير تجريدي . أولى ردود الفعل تمثلت على صعيد الفنون التشكيلية في التكعيبية المعبرة عن أهداف ترمي إلى إعادة بناء فضاء التوجة التشكيلي على أساس جديدة ومتينة . أهم روادها هذه الحركة الفنانون بيكاسو وخوان جريس من أسبانيا وجورج براك وقيرناند ليجيه من فرنسا .
5- الحركة المستقبلية :
المستقبلية هي حركة فنية ظاهرت في إيطاليا بالأساس وقامت على خلفية سياسة تجسد طموحات إيطاليا الاستقلالية لكن هذا لا ينفي دورها الفني وانتشارها الواسع وصلتها بالتيارات المعاصرة كالتكعيبية والأورفية في فرنسا والتعبيرية في ألمانيا . وتكمن لأهمية هذه الحركة في شموليتها فهي – كالتكعيبية – شملت النشاطات الثقافية كالأدب و التصوير و النحت و الموسيقى .
تتميز هذه الحركة بمواقفها الرافضة لكل أشكال التقليد و مطالبتها بتمجيد أشكال الإبتكار . و حاولت المستقبلية – سواء في عملها النظري أو في نتاجها الفني - ، التعبير عن مظاهر الحضارة الحديثة بتوظيفها لاكتشافاتها و إنجازاتها العلمية كمصدر إلهام لأعمالها الفنية . فنانين هذي الحركة بوتشيوني وكارا وبالا و سيفيريني .
6- الحركة الدادئية :
الدادئية هي الحركة عبثية رافضية ظهرت مع بداية الحرب العالمية الأولى في مجال الأدب و الفن في بلدان غربية مختلفة مثلا نيويورك باريس و كولونيا ...
واختيار كلمة ( داد ) يعكس حتما رفضا لعالم القيم و النظريات الفلسفية و الجمالية المتعارف عليها و تبنيا لمواقف ساذجة لم تكن الغاية منها إلا الرد على ما سببته الحرب من خيبة أمال الناس في تلك المرحلة التاريخية ، إذا هي حركة مميزة تعبر عن أزمة اجتماعية وثقافية . أهم روادها مرسيل دوشان وجاك فاشيه وبيكابيا ثم التحق بهم تزارا ومانرى و ارينسبرج .
7- الحركة السريالية :
نشأت الحركة السريالية مع توقف الحركة الدادئية في أواخر سنة 1924 ، حيث عمد برتون – أبرز رواد الحركة السريالية – إلى جمع بقايا ، و أصدر أول بيان للسريالية سنة 1924 . وكان لهذه الحركة اهتمامات جديدة ومصادر إلهام جديدة تجسدت في اللاوعي والتحليل النفساني للأحلام والتخيلات .
لقد كان لظهور السريالية في أعقاب الحرب العالمية الأولى مغزى يتصل ببواعث و دوافع إنسانية نظرا لما خلفته الحرب من أزمات اجتماعية و مشاكل سياسية و اقتصادية و ما أصاب الشعوب من ارتباكات سيكولوجية وعقد نفسية وجدت طريقا للحل عن طريق الفن . كما أن هذه الحركة تأثرت كذلك بأبحاث فرويد في مجال التحليل النفسي . أبرز رواد هذه الحركة سلفادوردالي ، ماكس أرنست ، كيريكو ، رينية ماسون .... إلخ .
8- الحركة ( البوب آرت ) Pop Art:
أن عبارة ( البوب أرت) " Pop Art " ومصدرها كملة Popular اي شعبي قد استخدمها الناقد الإنجليزي لورانس اللوى ما بين عامين 1945 و 1975 لتعريف أعمال جماعة المستقلين من الفنانين الشباب المعارضين " للفن التشكيلي " و المطالبين بالعودة إلى مظاهر الحياة الحديثة ووسائل الثقافة الشعبية .
غير أن ما وصف " بالبوب آرت " يشكل حركة فنية أكثر شكولا كانت قد ظهرت منذ أواسط الخمسينات في كل من أمريكا و أوربا في آن واحد وارتبطت بواقعها الإجتماعي المعاصر بحيث لا يمكن دراسة هذا التيار بمعزل عن الخلفية المجسمة في وسائل التصوير الفوتوغرافي ووسائل الدعاية و الأعلام .
ولعل اهم ما يميز " البوب آرت " أنه يلتقي في الكثير من مظاهر العامة مع التصوير الساذج الأمريكي من القرنين الثامن عشر و التاسع عشر غير ان هذا الفن الشعبي بالمفهوم الأمريكي ليس سوى إعادة تقويم بصري للأشياء والأحداث كما يتعامل معها الأنسان الأمريكي "، وتحديد لجزء مهم من حياته اليوميه من دون أن يؤدي ذلك إلى طرح أي مسألة تتعلق بها أو تعبر عنها . وقد كان الإختلاف الظروف الاجتماعية وتباين الذهنية السائدة انعكاس واضح على موقف المتناقض من " البوب آرت " والمتجلي بأشكال مختلفة بين القارتينالأوربية والأمريكية . من اهم روادها روى ليشتنستين راوشنبرغ و أندي وارهول و توم ويسيلمان
9-الحركة الفن البصري :
لقد أدت حركة التطور الفني المتواصل – وفي مجال الفن اللاموضوعي بالخصوص – إلى أشكال جديدة للتعبير على علاقة بالتطور العلمي و التكنلوجي في الستينات وما رافقه من متطلبات الحياة الجديدة القائمة على الأقتصاد الاستهلاكي ووسائل الدعاية و النشر والتلفزيون . وقد سميت هذه التيارات بأسماء شتى كالفن البصري و الفن الحركي ...
ولعل المنطلق الأساسي لهذه الحركة يكمن في محاولة الفنان استثمار معطيات الأحساس البصرية و البحث عن الأثر الذي يتركه المشهد المصور في عين الناظر و ما يولده فيها من إيهامات بصرية مضللة . وفي ذلك علاقة في عين جدلية بين رؤية موضوعية ورؤية ذاتية ، بين ظواهر فيزيولوجية واخرى نفسانية كما يقول بوبير.
ألى المحاولات في الأوب آرت Op Art كانت مع مجموعة من الفنانين الأوروبيين مكن حاولوا استغلال اللون الأسود فقط ، لأن التباين الموجود بين هذين اللونين في مساحات متقابلة يولد انطباعا بالحركة . ثم شاع في أمريكا استخدام مساحات وبنى ملونة ينتج عن تقابلها نوع من الحوار بين الألون الحارة و الألوان الباردة .
وأقيم المعرض الكبير، لعرض أعمال رواد الحركة ، بمتحف الفن الحديث في نيويورك تحت اسم العين المستجيبة " The Responsive Eye " سنة 1965 . ومنذ ذلك الحين دخل تعبير الأوب آرت Op Art أي الفن البصري إلى اللغة الفنية السائدة للتعريف بهذه الأعمال البنيوية ذات المصادر النفسية الفيزيولوجية البارزة .
وقد نجد جذور هذه الحركة في العديد من التيارات الفنية السابقة مثل الأنطباعيةالتي انصب اهتام فنانيها على دراسة التفاعل اللوني أمثال كوبكا و فان دوسبرغ ودولوني . من أبرز رواد الحركة " الأوب أرت " فيكتور فازا ريلي .
تحياتي
أختكم
سكوت النجوم
Bookmarks